16 July, 2010

لكن انظر إلي الضحايا!

لكن انظر إلي الضحايا!

أخيراً حد غيري بيقولها, المصريين لا هم شعب مضياف ولا متسامح ولا حاجة. وفي مقاله الأخير في الدستور, يؤيدني صلاح عيسى عن طريق تفسيره لحادث أوتوبيس المقاولين العرب وأنا أتفق معه تماماً في كوننا تحولنا إلى شعب متكاسل متراخي -شكراً لأبو حديد على تعريفي بمفهوم الدولة الرخوة-.
للأسف يوجد الكثير من الصفات اللي بنقولها عن نفسنا كمصريين وبنرددها كالبغبغانات بدون وجود أي دليل ملموس على وجودها أو حتى بعد أن أثبتت العديد من الحوادث انتفاء هذه الصفات من المصريين مؤخراً طبعاً كلنا سمعنا عن إحصائية أن الطفل المصري هو سادس أذكى طفل في العالم والتي بعد بحث مضني على الإنترنت لم أجد لها أي مرجعية تذكر وفي التقييم الوحيد لمستوى الذكاء على مستوى العالم لم أجد سوى كتاب واحد يربط بين غنى الشعوب ومستوى ذكائها وبه نحب بالمرتبة الستين ومع ذلك لانكف عن ترديد هذه المقولة غير مفهومة المصدر ونقتنع بها تماماً كنوع من ترضية النفس بكوننا حتى وإن كنا نعيش في بعض أتعس الظروف فإننا لازلنا نتفوق على العديد من الدول في شئ ما حتى وإن كان هذا الشئ دون أي دلالة فعلية -يعني إيه أساساً سادس أذكى طفل في العالم؟ طب وعملنا بيه إيه الطفل الخارق بتاعنا ده؟-.
لا ينفك المصريون يرددون مثل هذه العبارات والتي منها أننا شعب متدين ومضياف وكريم دون أي اعتبار للشواهد على العكس والتي نراها كل يوم في حياتنا العادية ومنها ما تحدث عنه صلاح عيسى في مقاله من كوننا شعب غير متسامح يقتات على الضعيف ويستهين به ويستجدي الحلول غير المنطقية ويتبع الخرافات بعد فقدانه الثفة تماماً بالحلول العملية.
الخطوة الأولى للحل هي الإعتراف بالمشكلة, وطالما يترسخ بداخلنا اعتقاد أننا أحسن وأنضف شعب في العالم حنفضل طول عمرنا كدة.