17 July, 2010

هل نققد الأمل في مصر؟

هل وصلنا في مصر إلى نقطة اللاعودة؟ نقطة انعدام الأمل في تغيير الوضع في مصر إلى الأفضل؟ ما الذي يبقي الأمل بداخلنا مشتعلاً باحتمال تحول وضع البلد وما هي الدلالات على احتمال حدوثه بالفعل؟
هل تكفي النوايا الحسنة ووجود قلة متعلمة تسعى فعلاً للتغيير؟ وما معنى أن هذه القلة تسعي فعلاً للتغيير؟ أدرك كشخص على درجة معينة من التعليم والإحتكاك بالعالم الخارجي وتصنيفي لنفسي كفرد من الطبقة المتووجود العديد من الأشياء التي يجب أن تتغير في مصر وأدرك المسئولية الملقاة على عاتقي وعاتق كل الشباب الذي يمر بنفس ظروفي ولا أنكر رغبتي لحدوث هذا التغيير.
أبسط دليل على كون التغيير هو الهم المشترك لنا هو كون هذا التغيير وسبله المحتملة هو محور حديثنا دوماً, ولكن عندما يجئ السؤال لما الذي نقوم به فعلاً لدعم هذا التغيير تكون الإجابة غالباً واحدة, سأبدأ بنفسي.
في رأيي الشخصي هذه الإجابة وحدها دلالة على فقدان الأمل لاستيعابنا بداخل عقلنا الباطل باستحالة هذا التغيير, قد نكون مليئين بالأمل في التغيير والوصول إلى وضع أفضل ولدينا العديد من النظريات والنماذج لكننا ندرك تماماً كوننا أقلية نادرة غير قادرة فعلاً على مواجهة الوضع الحالي.
مع كل مانراه من حولنا من سلبية تامة لمعظم المصريين واهتممهم التام بأنفسهم وفقدان ثقتهم نهائياً بتحسين الوضع, وكون هذا حال غالبية المصريين فما الذي يمكننا فعلاً عمله؟ المشكلة الحقيقية في مصر تكمن في تشوه الشخص المصري لدرجة عدم احساسه بسوء الحالة العامة حوله, تشوه يجعله غير قادر على تمييز الخطأ والتعليق عليه ومحاولة إصلاحه, وإنما الحادث فعلاً هو استسلام تام للوضع السئ وقبوله كوضع طبيعي ومحاولة التعايش معه دون تغييره. هذه السلبية أدت ليس فقط إلى اعتباره وضع طبيعي وإنما بمرور الوقت واعتياد المصريين عليه فإنهم فعلياً يقاومون التغيير أو محاولاته بسلبية مفزعة.
هل كوننا حنبقى كويسين ومحاولتنا وضع "نموذج يحتذى به" عند الناس الثانية كفاية لحدوث التغيير أم هو استمرار للسلبية التي نتعامل بها مع الموضوع واهتمام فقط بأنفسنا؟ هل لم أتأثر أنا بالسلبيات الموجودة بعد وجودي هنا لمدة ثلاث سنين؟ لقد عدت إلى مصر وكلي أمل بالتغيير المرتقب وانصلاح الحال في فترة كانت مليئة بالـ"حراك السياسي والمجتمعي" ورغم استمرار تفائلي بهذا الحراك واستمراره حتى ولو بصورة بسيطة تماماً ولكنه دليل على وجود حركة على الأقل. على اعتراض البعض واعترافهم بوجود مشكلة وامكانية تحسينها أو حلها. لكنني أعترف الآن بفقداني الأمل تماماً بعد معاشرتي للشعب المصري وبعد تجربتي القصيرة معه. يواتيني دوماً الإحساس بأن التغيير يجب أن يسبقه تغيير الناس أنفسهم وهنا أقف عاجزاً عن الوصول لحل يؤدي إلى إعادة تأهيل البشر أنفسهم, إلى إعادة الإحساس بالجمال والأمل إلي أناس أصبحوا جثثاً غير قادرة على الحركة بغض النظر عن كون هذا نتيجة للظروف المحيطة بهم أو غيره.
هل أصبح الحل الوحيد فعلاً الخروج من البلاد؟ شخصياً, لا أرى حلاً آخر...